بدأت فكرة الفيلم في ذهن اثنين من المخرجين هما(Eduardo Sanchez) و ((Daniel Myrickعام 1993..
فقد كانا يفكران في صنع فيلم يتوه أبطاله في الغابة..
كان اختارا للفيلم اسم (مشروع التلال السوداء) (The Black Hills Project)..
وقد وضعا له سيناريو خاص..
من ثم أعلن المخرجان في إحدى المجلات عن حاجتهما لممثلين موهوبين لديهم القدرة على الارتجال.. وقد تقدم لهما ما يزيد على ألفي ممثل..
وتم اختيار ثلاثة منهم هم ((Joshua Leonard و( (Michael C. Williams و ((Heather Donahue
الذين كانوا يدرسون فن السينما في (Montgomery College) واتفقوا على أن يجعلوه مشروع التخرج الخاص بهم..
وهنا اقترحت (هيثر) موضوعا مختلفا تماما..
لقد سمعت في صغرها عن أسطورة (ساحرة بلير)..
وتم الاتفاق على تقصي حقيقة أسطورة (ساحرة بلير)..
من ثم تم تغيير القصة لتكون مرتجلة تماما..
فما هي قصة (ساحرة بلير)؟؟..
اشعلوا النار فيها وسط ضحكاتها ..
تقول القصة : - في فبراير عام 1785 في قرية (Blair) بولاية (Maryland) الشمالية الواقعة شمال (Washington) اتهمت العجوز (Elly Kedward) بممارسة السحر..حيث اتضح أنها تقوم باستدراج الأطفال إلى منزلها لاستنزاف دمائهم ومن ثم استخدامها في أعمال السحر..
لذلك تم تكوين محكمة مرتجلة من الأهالي سرعان ما أصدرت حكمها عليها بالإعدام حرقا كما كانت العادة قديما..
وعندما كان يتم تنفيذ الحكم وقفت (إيلي) على منصة الإعدام..وتوعدت جميع من حكموا عليها بل والقرية كلها بالانتقام..
ولكن ذلك لم يفت في عضد الأهالي الذين سارعوا بتنفيذ الحكم وأشعلوا النار فيها وسط ضحكاتها التي بدا وكأنها قادمة من أعماق الجحيم..
وظن الأهالي أنهم استراحوا..ولكن..
بعد ذلك بأيام بدأت سلسلة من حوادث الاختفاء غير المفسرة تضرب القرية مع عدم العثور على المختفين أو حتى جثثهم أبدا..
ليس هذا فقط بل بدا أن تلك الحوادث كانت تستهدف أشخاصا معينين..فمع حلول نوفمبر عام 1786 اختفى كل من شارك في الحكم على (إيلي) بالإعدام..ليس هذا فقط..بل لقد اختفى نصف أطفال القرية أيضا..
وأيقن الأهالي أن هناك لعنة تطاردهم..لذا كان قرارهم بالفرار من تلك القرية..وعدم ذكر اسم (إيلي) ثانية ما بقوا على قيد الحياة..
وتحولت القرية إلى مجموعة من الأكواخ الخربة المهجورة تختفي وسط الغابة المحيطة بها..
- في نوفمبر عام 1809 ظهر إلى الوجود كتاب (The Blair Witch Cult) الذي وثق تلك الواقعة وادعي أن البلدة كلها ملعونة من الساحرة (إيلي)..وأن هذه اللعنة ستستمر إلى الأبد..وأن (إيلي) ستنتقم من كل من يدنس أرض القرية..
المثير أن هذا الكتاب الذي لم يكن عليه اسم مؤلفه اختفى فور صدوره..وصار من النادر بل ومن المستحيل تقريبا العثور على نسخة منه..
كوخ ساحرة بلير
- بحلول عام 1824 برزت إلى الوجود قرية (Burkittsville) محل قرية ((Blair..وبالرغم من ذلك فلم تتوقف بالفعل حوادث اختفاء الأطفال كما أشار الكتاب..
ففي أغسطس عام 1825 يشهد أحد عشر شخصا بأنهم رأوا يد امرأة شاحبة شعثاء الشعر تمتد من خلال الماء على شط جدول (Tappy East Creek) لتختطف الطفلة (Eileen Treacle) ذات العشر أعوام وتغوص بها في الماء..
وعلى الفور هب الأهالي للبحث عن الطفلة في الجدول..
وطوال ثلاثة عشر يوما..وبالرغم من البحث المضني الذي وصل لحد أن الأهالي قاموا بعمل سد من العصي والأخشاب على جانبي الجدول..
إلا أن كل تلك الجهود لم تفلح في العثور على الطفلة المفقودة وذهبت سدى..
- في مارس من عام 1886 اختفى الطفل (Robin Weaver) ذو الثمانية أعوام..
وكون الأهالي عدة فرق للبحث عنه..
وكما اختفى الطفل فجأة عاد للظهور فجأة بعد يومين..ولكن لم يكن لديه أية معلومات عن لغز اختفائه..وبدا وكأن تفاصيل يومي غيابه قد انمحت من ذاكرته تماما..
المثير أن إحدى فرق البحث عنه لم تعد..وانطلق الأهالي للبحث عن المفقودين الجدد الذين كانوا هذه المرة خمسة رجال..
وكالعادة فشلت كل الجهود في العثور عليهم..
وبعد ثلاثة أسابيع كاملة عثر عليهم بالصدفة..أو بالأحرى على جثثهم..فقد كانت جثثهم مربوطة بعضها إلى بعض بجوار (صخرة التابوت) (Coffin Rock) وقد تم تقييد أيديهم وسيقانهم ونزع أحشائهم تماما!!..
- في نوفمبر 1940 بدأت سلسلة جديدة من اختطاف الأطفال..وكانت البداية مع الطفلة (Emily Hollands) ..وبحلول مايو 1941 كان عدد الأطفال المختطفين قد بلغ سبعة أطفال لم يعثر لأي منهم على أثر..
وفي 25 مايو 1941 انطلق الراهب (Rustin Parr) إلى سوق القرية وصاح في الناس قائلا:
(وأخيرا انتهت مهمتي)..
بالطبع ظنه الناس مجنونا وأبلغوا البوليس الذي توجه رجاله إلى كوخ الراهب المنعزل على مشارف الغابة..
وبعد تحقيق استمر لمدة أربع ساعات عثر رجال الشرطة على جثث الأطفال السبعة المفقودين في قبو الكوخ وقد قتلوا بذات الطريقة السابقة وربطوا بجوار بعضهم البعض وقد انتزعت أحشائهم تماما..
وسرعان ما اعترف (روستن) أنه قام بقتل الأطفال وانتزاع أحشائهم بناء على أوامر تلقاها من شبح امرأة عجوز كان يظهر له في أثناء خلواته في الغابة..
بدأنا في إعداد الكاميرا للتجول في القرية وتسجيل اللقاءات..
وكما توقعت..استمر (جوش) في لامبالاته..ولم يقم بمساعدتنا في أي شيء..وأعلن أنه لا يفقه شيئا في تلك المعدات..
في حين وافق (مايك) على أن يقوم بدور المذيع ويحاور الناس..بالطبع لم تكن له أية دراية بكيفية تشغيل الكاميرا حتى..
إنهما يجعلاني أشعر أنني معلمة في مدرسة ابتدائية..ويجبراني على أن أشرح لهما تفاصيل كل خطوة..
يا إلهي..لماذا أشعر أنني وحيدة؟؟..هل ينبغي أن أعطيهما نقودا ليبدوا اهتماما أكثر بالمشروع؟؟..
عدنا في المساء إلى السكن بعدما أجرينا مقابلات مع الناس هنا..
الناس هنا بين مصدق ومكذب للأسطورة..ولكننا عثرنا على عجوز غريبة الأطوار تسكن في أطراف القرية تدعى (ماري براون) قالت إنها عاشت حياتها كلها في هذه القرية.. لأول وهلة شعرنا أن (ماري) مختلة تماما..وقد صدق حدسنا عندما أخبرتنا أنها شاهدت شبح الساحرة في يوم ما وهي صغيرة عندما كانت بجوار جدول (Tappy East Creek) وقالت إنها عجوز شعثاء الشعر نصفها العلوي بشريا ونصفها السفلي حيوانيا!!..
كما لاحظنا أن كوخ (ماري) قديم تماما لا يتفق مع مباني القرية الحديثة بل إنه مبني من عروق الخشب والألياف المجدولة!!)
أخبرنا الناس أنه من المتوقع سقوط أمطار مع حلول عطلة نهاية الأسبوع..
أعرف أن (جوش) و (مايك) سيتذمران..يمكنني توقع ذلك..علي أن أكون حازمة معهما..بل وفي منتهى القسوة..أشعر أنني على وشك الإصابة بجنون العظمة..(جوش) لا يستمع لتعليماتي على الإطلاق..في حين يبدو (مايك) مستعدا لتنفيذها على مضض..أعتقد أن المال سيحل كل شيء..
ليلة الغد ستكون باردة جدا..أتوقع ذلك..وأتوقع أن يمتنع رفيقي عن الخروج..
أرجو من الله أن يخيب ظنوني ويكون الجو دافئا لنتمكن من العمل...)
أشعر أنني في منتهى القذارة..رائحتي لا تطاق..مرهقة للغاية وأعاني من بعض التقرحات والخدوش في كتفي وعنقي..كما أنني في غاية العطش وأشعر أن حلقي في منتهى الجفاف..ولا أقدر على الكتابة..ولكني سأكتب..يجب أن أسجل كل التفاصيل..
بالأمس ذهبنا إلى صخرة التابوت (Coffin Rock)..شاهدنا ما تبقى من عظام وجماجم فريق البحث المقتولين..صورنا كل شيء..وصار لدينا ما يكفينا من اللقطات..وهكذا عدنا إلى السيارة..نصبنا المخيم..وقضينا ليلتنا الأولى..
صباح اليوم قررنا التوغل في الغابة مستعينين بالخارطة للذهاب إلى مقبرة الأطفال السبعة..
انطلقنا مسترشدين بالخارطة التي كان يحملها (مايك)..
سرنا كثيرا جدا..ولكننا كنا نفاجئ بأننا نعود إلى نفس النقطة ثانية..
بدا وكأننا ندور في دائرة مغلقة برغم أننا كنا متأكدين أننا نسير في خط مستقيم!!..
كنت متأكدة أننا بقرب المقبرة..وأنها حولنا في مكان ما..ربما تداريها الأشجار..
قضينا أغلب النهار في البحث..
وبحلول الرابعة نفذ صبر (جوش)..وصار في قمة العصبية..لقد دخل معي في مشادة وكاد يعتدي علي..
اتهمني بأنني السبب في ضياعنا لأنني لا أجيد قراءة الخرائط..
بالرغم من أن الخريطة كانت مع (مايك)..
وفجأة..وجدنا أنفسنا بالفعل أمام المقبرة..وكان المنظر بشعا بحق..
لقد تغوط (مايك) في سرواله ولست أدري إن كان قد فعل ذلك لأننا أخيرا وجدنا المقبرة أم لأنه كان مرعوبا؟؟ برغم أنه كان حريصا على ألا يبدو خائفا أمام (جوش)..إلا أنني أعتقد أنه كان خائفا جدا..
لذلك لم نمكث طويلا..قمت بتصوير ما يكفي من اللقطات..وقررنا المبيت هنا الليلة لأن الظلام قد حل..
وقام (مايك) بنصب المخيم حيث نحن..
أعتقد أنني كسبت احترام الشابين بعد العثور على المقبرة التي كانا يظنان عدم وجودها أصلا..
أعتقد أن الإرهاق والسير لمسافات طويلة وسط الأحراش قد أطار صوابهما ولكنني أعذرهما..
على أي حال..لقد أنجزنا مهمتنا بنجاح وحان موعد العودة..وغدا سنبيت جميعا في أسرتنا الدافئة وسط أسرنا..
لليوم الثاني على التوالي نستيقظ على صوت ضوضاء وجلبة في الغابة حولنا..
بالأمس حدث نفس الأمر ولكننا أقنعنا أنفسنا بأنها أصوات الغزلان البرية في الغابة..
لأننا بمجرد خروجنا لاستطلاع الأمر وجدنا أن الأصوات قد اختفت تماما..
اليوم تتكرر نفس الأصوات..بالواقع لا يمكن أن تكون تلك أصوات حيوانية البتة..
هي أقرب لأصوات البشر..صراخ أنثوي عميق مبهم إن شئنا الدقة..
وللمرة الثانية حاول الشابان إقناعي بأنه صوت غزالة برية..ولكنني اندفعت أقول ما كنا نخشاه جميعا:
من الجائز أن هذا هو صوت ساحرة بلير..
وهنا اندفع الشابان ينفيان هذا الاحتمال تماما..لم يكونا على استعداد لتصديق ذلك ولو لثانية بالرغم من أنني لم أجزم بأنه صوت الساحرة..لقد قلت فقط إنه من الجائز أن يكون صوتها..
لذا تظاهرت بتصديقهما..فأنا لا أريد المزيد من المشاجرات..لقد انتهيت من تصوير الفيلم وأريد الحفاظ عليه لحين عودتنا..
وفي حين تظاهرا بالنوم..كنت واثقة أنهما ليسا بنائمين..ولكنهما يتظاهران بذلك خشية مواجهتي..
إنه ليس صوت غزالة برية..أنا واثقة من هذا..
من غير المعقول أن تتمشى الغزلان حول معسكرنا في الثانية أو الثالثة صباحا كل يوم!!..
إن هذا يخالف كل قواعد المنطق والعقل..
في الحقيقة لست أدري كنه هذا الصوت..
ولكن اعتقادي أنه صوتها..شيء ما بداخلي يؤكد لي ذلك..
أريد أن أتغوط ولكني لن أجازف بالخروج الآن..ولن أفعلها بالتأكيد في سروالي..
على أي حال..سنعود لمنازلنا غدا..وسأتمتع بالدفء الأسري الذي أفتقده الآن بشدة..
بالواقع أنا لست خائفة على الإطلاق من هذا الصوت..وكنت أود البقاء هنا ليوم آخر..ربما يمكننا استكشاف الأمر ومعرفة مصدر الصوت..
ولكني بالطبع لن أغامر بمصارحة الشابين برغبتي تلك..فأقل الاحتمالات أن يتركاني هنا وحيدة ويعودا هما..
وهذا ما لا أريده..فالعودة معهما أفضل بكثير من البقاء وحيدة في هذه الغابة الموحشة..
للأسف لن تكون هناك المزيد من الليالي..ولن أستطيع معرفة سر هذا الصوت أبدا..)
(إنه الصقيع..إننا نتجمد من البرد..إننا مفقودون الآن تماما..
في الصباح حزمنا أمتعتنا وقررنا السير باتجاه الجنوب مستعينين بالبوصلة..ولكن كالعادة كنا نعود لنفس النقطة ثانية رغم أننا نسير في خط مستقيم بمعاونة البوصلة..
والآن ها نحن نجلس في الخيمة الباردة وقد نصبناها ثانية مع حلول الظلام..وقد نام الشابان بعدما نال منهما الإرهاق بشدة..
إننا في اللامكان..لقد ضعنا..أنا خائفة جدا..جائعة..مرهقة..أكاد أتجمد من البرد..وبرغم كل شيء أشعر بالحنين لمشاهدة ما قمت بتصويره..
لقد انتهزت فرصة ابتعادي عن الشابين لبعض الوقت بداعي الحاجة للتغوط ثم قمت خلسة بتصوير بعض الكادرات بكاميرا 16مم أحملها معي..
لم نشعل النار هذه الليلة لأننا لم نرد لفت أنظار الصوت المجهول إلينا..كما أنه لا يوجد معنا شيئا لنطبخه ونأكله على أي حال فقد نفذت المؤن..
بقدر ما كنت متحمسة لمعرفة مصدر الصوت بالأمس..بقدر ما أريد الآن أن نعود جميعا لمنازلنا سالمين..
ليكن سحرا أو لتكن فزاعة..لا أريد أن أعرف الآن..
يوما ما..بينما سنكون في منازلنا نأكل ونشرب ونمرح..سنتذكر تلك الأحداث ونضحك..
نضحك من خوفنا..نضحك من قلوبنا..
أشعر أننا على مشارف حدث جلل..كأننا نقطع الطريق بين عالمين..
يجب أن نخرج من هنا..أشعر أن المصائب ستحيق بنا سريعا..
للأسف تكرر ما يحدث كل يوم..وها نحن ننصب الخيمة من جديد..
هناك خبر سيء..لقد فقدنا الخريطة..لقد قذفها (مايك) في الجدول في لحظة يأس دون أن يخبرنا..ولكن هذا لن يفرق كثيرا..إننا مفقودون..تلك هي الحقيقة..
أنا في غاية الإرهاق..وينبغي أن أنام..الشابان يغطان في نوم عميق..ولكني أكتب..أكتب لأسجل تفاصيل الأحداث..برغم علمي أني أكتب لنفسي..فأنا أشعر أن أحدا لن يقرأ ما كتبت..
الحقيقة أنني أكتب في الظلام..فأنا لن أجسر على تشغيل ضوء مصباح كاميرا الفيديو..هذا كفيل بإيقاظ الشابين من النوم ليصبا اللعنات فوق رأسي..هذا إن كانا نائمين بحق..
ولكني برغم كل هذا لا أستطيع التوقف عن الكتابة..فتلك الخربشات هي وسيلة الترفيه الوحيدة التي أملكها الآن..)
بحلول منتصف النهار سيتسلق تبة عالية ثم سيبدأ في إطلاق النار في الهواء والتلويح براية للفت أنظار الطائرات المحلقة هذا إن كانت هناك طائرات في الجو في هذه المنطقة أصلا..
اقتراح غريب هو ولكن ينبغي تنفيذه فنحن لا نملك ترف الاختيار..
ما يعنيني أنني صرت في قمة القذارة..وقد أصبحت بالزكام..وعندما كنت أتمخط كنت أتمخط في قفازي..وكانت الرائحة كريهة للغاية..
لم أعد أدري كم مر علينا من الوقت ها هنا..يبدو وكأنه دهر كامل قد مر علينا..أشعر أنني فقدت الذاكرة تماما..وصار كل شيء مختلط في ذهني..
لماذا يبدو كل شيء متشابها برغم أن أي شيء لا يبدو متشابها؟؟..
ما علاقة كومة الحجارة تلك بالمخيم؟؟..
وما علاقة (ماري براون) بالكتاب المقدس؟؟..
وهل وردت قصتها فيه؟؟..
أنا لا أتذكر..لقد كنت بالخارج وقتها..ربما لم أكن معهم..
ماذا يعني أن تجد كومة من الحجارة في طريقك فتعرقلك؟؟..
يا إلهي..ما هذا الذي كتبته؟؟..
إنني أهذي..لقد جننت أخيرا..
أرجوك ربي..إنني بحاجة إلى التركيز والتبصر..
ساعدني يا إلهي..
يجب أن أكون أكثر هدوء..
الهدوء..
يجب أن نخرج من هذا المأزق..
(نخرج من هذا المأزق)!!..
أليست هذه هي نفس الجملة التي يقولها الناس عند التعرض لحادث ما؟؟..
الآن تصبحون على خير..
سأنام قليلا..
اللعنة..لا أستطيع النوم..
سأتمشى بالخارج قليلا..ولكن حتى هذا لا أستطيعه في وجود هذا الصوت الذي مازال يحاصرنا بالخارج..
كانت هذه هي آخر كلمات سجلتها (هيثر) في مذكراتها التي عثر عليها مع الفيلم المسجل في كوخ مهجور في الغابة بعد عام كامل من اختفائهم..
فقط كان هذا هو كل ما عثرت عليه الشرطة..فلم يتم العثور على الطلاب أو جثثهم أو حتى بقاياهم حتى الآن..
وتم تسجيلهم في عداد المفقودين..
وهنا..ومن أجل كلمات (هيثر)..وتخليدا لذكراها..قرر المخرجان عرض الفيلم..
قاما باستئذان أسر الطلاب بل وعمل لقاءات معهم بعد ذلك تم عرضها في الجزء الثاني من الفيلم..
ثم قاما باختيار ثلاثة أبطال جدد وقاما بالذهاب بهم إلى القرية ثم إلى الغابة من جديد..
واصطحبوا معهم المصور السينمائي الشهير (Antonio Cora)..وهناك قام الفريق بتصوير 19 ساعة كاملة..
وقد حرص المخرجان على أن تكون الأحداث طبيعية تماما كما حدث مع أبطال القصة الحقيقية..
فقد أرهقا الممثلين بالمشي في الغابة طيلة النهار لأيام متعددة كما فعل الأبطال الحقيقيون..
بل وصل الأمر لحرمانهم من الطعام والشراب تماما لأيام كما حدث أيضا مع أبطال الفيلم..
في النهاية كانا يهدفان لتوضيح ما حدث للأبطال الحقيقيين..
مجرد رتوش بسيطة لإكمال الصورة..
ومن باب الأمانة كانا يعرضان اللقطات الغير حقيقية بالأبيض والأسود بينما اللقطات الحقيقية تعرض ملونة كما تم تصويرها..وتم الحرص على عدم العبث بها..
بل إن الغني عن الذكر أن الممثلين الغير حقيقيين لم يظهروا بوجوههم أبدا في الفيلم برغم أنه تم التأني في اختيارهم ليكونوا مشابهين تماما للأبطال الحقيقيين..
وكما أسلفت فقد استغرقت عملية المونتاج ثمانية أشهر كاملة..
وقد قام منتجا الفيلم (Robin Cowie) و (Gregg Hale) بعمل دعاية جيدة له على الإنترنت قبل عرضه بفترة..ولكن الدعاية الحقيقية بدأت مع عرض قناة الخيال العلمي الشهيرة (SCI FI Channel) لفيلم تسجيلي بعنوان:
(لعنة ساحرة بلير) (The Curse of The Blair Witch)..
وتم عرض الفيلم في مهرجان (كان) (Cannes) السينمائي عام 1999..وأثناء المهرجان تم وضع بوسترات كبيرة للطلاب الثلاثة كتب تحتها كلمة (مفقودون) (Lost)..
(شهر أكتوبر من عام 1994..ثلاثة طلاب إنتاج سينمائي اختفوا في غابة بالقرب من (Burkittsville) في (Maryland) أثناء تصويرهم فيلم وثائقي..بعد سنة من ذلك تم العثور على الفيلم..)
بهذه الكلمات يبدأ الفيلم أحداثه..
بالطبع فإن الكثير من أحداث الفيلم مفتوحة لتفسير المشاهد.. بما فيها الختام الذي قدم فقط بضعة دلائل ملموسة حول مصير هؤلاء الطلاب..
حيث كنا قد تركنا (هيثر) مع مذكراتها وقد قررت مع (مايك) تتبع مصدر صوت (جوش) ومحاولة إنقاذه..وتدور الأحداث كما يلي طبقا للفيلم الذي صورته (هيثر):
تقوم (هيثر) و(مايك) بإخلاء المخيم وتشغيل الكاميرا والتحرك ببطء باتجاه مصدر الصوت..وكالعادة يسيرون طوال اليوم دون أن يصلوا إلى شيء..ولكن في هذه المرة لا يعودان لذات النقطة التي انطلقا منها..
وفي المساء ينصبان الخيمة من جديد..وكالعادة يسمعان صراخ (جوش) في الظلام..
ولكن في هذه المرة كان الصوت قد اقترب كثيرا..
كان يبكي ويتعذب ويطلب الرحمة..
وفي الصباح تجد (هيثر) خارج الخيمة فرشاة الأسنان الخاصة ب(جوش) مع بعض قصاصات ملابسه وقد اختلطت بالدم والأنسجة البشرية..
من ثم تنطلق مع (مايك) في اتجاه الصوت ليفاجئا بكوخ قديم كان مختفيا بين الأشجار يظهر أمامهم مباشرة..
وهنا يقرر (مايك) الدخول إلى الكوخ أولا بصفته الرجل..ويتفق مع (هيثر) على اللحاق به إذا سمعته يصرخ مستغيثا..
ويدخل (مايك) إلى الكوخ..ويغيب لفترة..ثم تسمع (هيثر) صرخته الشنيعة القادمة من قبو الكوخ..
فتدخل مسرعة إلى الكوخ..وتهبط إلى القبو بخطوات متعثرة بعد كفاح مرير..
وفجأة نرى (مايك) متكوما في زاوية القبو..وتصرخ (هيثر) بارتياع..وتسقط الكاميرا على الأرض..و..
وينتهي الفيلم...
هنا بعض اللقطات الحقيقية التي صوروها اثناء رحلتهم .
ادا اعجبتك القصة قم بمشاركته مع اصدقائك بالضغط على الازرار الافقية التي هي في الاعلى الجانبية والاعجاب بصفتنا على الفايسبوك او الاشتراك في قناتنا على اليوتيوب لننبهك بجديد الموقع الدي سينال اعجابك حتما صفحتنا وقناتنا موجودة في الموقع ولا تنسي زيارتنا كلما تيسر لك دلك لرؤية الجديد المفيد لاي استفسار او راي اكتب تعليق في الاسفل وشكراا....