{[['
'],['
']]}
ليصلك الجديد تابعني على التويتر


استيقظ أبو الغصين ذات صباح، وصار يولولُ ويصيحُ، فاجتمع الجيران، وطرقوا الباب، وقالوا
- ما بك؟ هل أصابك مكروه؟ لقد سمعنا صُراخاً
فقال لهم: إن قميصي كان منشوراً على حبل الغسيل فوق السطح، ثم هبَّت الريح وقذفت به من فوق
فقالوا: وإذا سقط من فوق؟! فهو مجرد قميص من قماش
فحملق في وجوههم وصاح: أيها الحمقى لو كنتُ فيه كنت وقعتُ معه
ما أبْأسَ الحياة مع مغفلين من أمثالكم.
ثم أخرجهم وأغلق الباب! وأحضر القميص يتفقده فوجده سليماً وقال:
الحمد لله أنني لم أكن فيه.
ثم لبسه وجاء بمبخرة يتبخر بها فاحترق ثوبه، فخاف وصاح فاجتمع الجيران،
وقالوا:
ماذا حدث لك؟
قال: احترقت
قالوا: ولكنَّا نراك سليما
قال: كدتُ أحترق بسبب المبخرة.
قالوا: اترك البخور، واجعل مكانه عطراً.
فقال: أيها الحمقى! تطمعون أن أترك المبخرة لتأخذوها، هيا أخرجوا.
ثم خلع ثيابه وجعل يتبخر ويقول:
والله لا أتبخر بعيد اليوم إلا عرياناً.
ثم ارتدى ثوبه وخرج إلى السوق واشترى رأساً مشوياً، واشتهى أن يأكل منه، فأكل العينين ثم الأذنين
ثم اللسان فالدماغ، ومسح فمه وحمل الباقي إلى أبيه وقال:
جئتك برأس مشوي.
فقال أبوه: أين عيناه؟
قال: كان أعمى.
قال الأب: فأين أُذناه؟ قال أبو الغصين: كان أصم لا يسمع. قال: فأين لسانه؟
قال: كان أخرس.
قال الأب: فأين دماغه؟ قال: كان أقرع، فغضب الأب وقال: رُدَّهُ، أو بَدِّلهُ. قال أبو الغصين: لقد اشتريته بريئاً من كل عيب، فقال الأب: صدقت وإنما العيب فيك!! وخرج بعد العصر إلى ساحة الحي فوجد واحداً من جيرانه يقول: مَنْ يحسب لي مقدار ما جاءني من محصول؟ فإني لا أجيد الحساب. فقال أبو الغصين: أنا أحسبه لك بأصابعي.
فقال أبوه: أين عيناه؟
قال: كان أعمى.
قال الأب: فأين أُذناه؟ قال أبو الغصين: كان أصم لا يسمع. قال: فأين لسانه؟
قال: كان أخرس.
قال الأب: فأين دماغه؟ قال: كان أقرع، فغضب الأب وقال: رُدَّهُ، أو بَدِّلهُ. قال أبو الغصين: لقد اشتريته بريئاً من كل عيب، فقال الأب: صدقت وإنما العيب فيك!! وخرج بعد العصر إلى ساحة الحي فوجد واحداً من جيرانه يقول: مَنْ يحسب لي مقدار ما جاءني من محصول؟ فإني لا أجيد الحساب. فقال أبو الغصين: أنا أحسبه لك بأصابعي.