{[['
'],['
']]}
ليصلك الجديد تابعني على التويتر


صنفت القضية في دوائر الشرطة الأمريكية كأحد أعقد وأغرب
القضايا في التاريخ..ذلك أن القاتل لم يكن متخفيا..
بل ولم يكن يضع أية أقنعة عند تنفيذ جرائمه..
جرائمه التي استحقت ذلك اللقب المثير.. (الجريمة الكاملة)..
ملاحضة : القصة حقيقية وليس من نسج الخيال وقعت في امريكا
وهاكم القصة...
..............................................................................
كانت (Cheri Jo Bates ) ابنة الثمانية عشر ربيعا تأمل في العودة إلى بيتها بسرعة في 30 أكتوبر عام 1966 لتستطيع تلخيص الكتب التي استعارتها على التو من المكتبة لذا فقد أصيبت بخيبة أمل كبيرة حين رفضت سيارتها أن تتحرك..وبينما هي مستغرقة في محاولة تشغيل السيارة..إذ انتبهت فجأة على وجه رجل ينظر لها من خلال الزجاج ويبتسم في مودة..
![]() |
شيري .. الضحية الأولى للقاتل |
(يبدو هادئا ومسالما) هكذا قالت لنفسها حين عرض عليها مساعدتها في إصلاح السيارة..ولكن محاولته باءت بالفشل..من ثم عرض عليها إيصالها إلى بيتها بسيارته..
ولم تستطع الرفض..لقد بدا لها وكأنه النجدة التي أرسلتها لها السماء لانتشالها من المكان المقفر الموحش الذي تعطلت به سيارتها..
إلا أنها لم تعرف أنه كان مجنونا..
وللأسف وقعت في الخطأ الشهير -والذي كان آخر أخطائها-
لقد قبلت مساعدة رجل غريب ليلا..
ما هي إلا سويعات قليلة حتى تم العثور على جثتها..ورغم اعتياد رجال الشرطة على منظر الجثث فإن أغلبهم لم يتمكن من إيقاف نوبة الغثيان التي اجتاحتهم حين شاهدوا جثة (شيري).. أو بالأحرى ما تبقى منها..
كانت الجثة بها أكثر من عشر طعنات أصيبت بها المسكينة في منطقة الصدر والرقبة..مع قطع شبه كامل للحنجرة والوريدين الودجي والسباتي..
وأثبتت التحريات خروج (شيري) من المكتبة حوالي التاسعة مساء..وأن الجريمة وقعت بين الحادية عشرة والثانية عشرة مساء..
وتم رفع البصمات وبالفعل وجدت بصمات غريبة على السيارة..كما تم أخذ عينات من أظافر ودم القتيلة لتحليلها..حيث وجدت تحت أظافرها بقايا لحم وشعر..
![]() |
شيري .. الشرطة تجمع الادلة |
كما تم العثور على اثنين من الشهود أقرا بأنهما سمعا صرخة عاتية أعقبتها صرخة أخرى مكتومة في حدود العاشرة والنصف..ولكنهما آثرا السلامة ولم يذهبا لاستطلاع الأمر..
كما وجدت ساعة معصم بموقع الحادث..وأخيرا وضع ضباط المباحث تصورا للحادث:
خرجت (شيري) من المكتبة مع الكتب التي وجدت بسيارتها..كان هذا في التاسعة على أقصى تقدير حيث تغلق المكتبة أبوابها في ذلك الحين..
خرجت لتجد سيارتها معطلة..من ثم عرض عليها أحدهم توصيلها وقبلت..ولابد أنها تعرفه معرفة شخصية حيث قضيا معا بالسيارة ما يقرب من الساعتين انتهت بمقتلها..
إذن لابد أن القاتل صديق قديم أو خطيب ل(شيري) انفصلت عنه منذ فترة قريبة فجن جنونه ولم يرض بأن تكون لغيره وتربص بها بدعوى تصفية الحسابات ثم قتلها..
(هذا يحدث كثيرا)..هكذا فكر رجال الشرطة
وبدءوا في حصر المشتبه فيهم ممن كانوا على علاقة بالقتيلة تمهيدا للكشف عن المجرم..
بعد شهر وبالتحديد في 29 نوفمبر 1966وصل إلى الشرطة المحلية في (Riverside ) خطاب مكتوب بخط اليد يحوي شرحا مفصلا من القاتل عن كيفية القيام بجريمته ومدى استمتاعه بكل لحظة فيها!!..
وأصيب الجميع بالدهشة لهذه الجرأة الغريبة وأيضا بسبب التوقيع الذي هو مزيج من حرف (Z ) ورقـم(3)..
في الخطاب وجه القاتل بضع كلمات مازالت عالقة في أذهان كل من قرأها أو سمعها:
(لقد كانت جميلة وصغيرة لكنها الآن ميتة..وهي لن تكون الأخيرة وبينما تقرءون هذه الكلمات سأكون أنا أفكر في الضحية القادمة والتي سيكون مصيرها أسوأ بكثير..فأرجوكم لا تجعلوا الأمر سهلا.. حذروا الجميع مني وانشروا هذا الخطاب على الملأ ليقدروا ما سيواجهونه..إنني لست مريضا إنما أنا مجنون!.. لذلك يجب أن تصدقوا كل كلمة أخبركم بها..)
ولكن رجال الشرطة ألقوا دهشتهم جانبا وبدءوا العمل..
كان غلاف الخطاب من الخارج خاليا بالطبع من اسم المرسل ولا يحتوى إلا على اسم المرسل إليه..
وتم إرساله إلى الطب الشرعي..وبالفعل رفعوا البصمات عنه..ولكن جاءت النتيجة مخيبة للآمال..
فلم تكن البصمات الكثيرة التي وجدوها على الخطاب مطابقة لأي من المشتبه فيهم الذين تم التحقيق معهم طيلة الشهر السابق..
ومن ثم عزوها لموظفي البريد..
![]() |
علامة القاتل تركها على سيارة ضحاياه مع معلومات عن تاريخ اقترافه للجريمة وساعتها وطريقة القتل - بالسكين - |
وعندها كان يجب على مكتب التحقيق الفيدرالي أن يتدخل..
وتجدر الإشارة إلى أن جرائم القتل العادية في أميركا لا يتدخل فيها الفيدراليون..
ولكنهم في هذه الجريمة تدخلوا لأنها تحولت إلى ابتزاز عن طريق رسائل البريد..
بالطبع تكتمت الشرطة أمر هذا الخطاب الشنيع خوفا من انتشار حالة من الذعر بين أهالي (سان فرانسيسكو) إلا أن الصحف نشرته بعد أيام قليلة مع استنكار شديد لما جاء فيه..
![]() |
علامة القاتل التي كان يذيل بها رسائله للشرطة والصحافة |
فقد أرسل القاتل بنسخة إلى كل الصحف المحلية مع رجاء خاص بنشرها!!..
فبدا وكأنه كان يتحسب لرد فعل الشرطة ويعرفه ويستعد له..
ودار جدل شديد في الولاية حول مستر (Z ) - كما أطلقوا عليه في البداية - إلا أن ذلك لم يستمر لأكثر من بضعة أيام نسي الجميع بعدها كل شيء وبدأ الهدوء يخيم على الأجواء مرة أخرى..
لكن يبدو أن مستر (Z ) لم يكتف بكل ما حدث حيث أرسل رسالة إلى والدي الفتاة بعد ستة أشهر من جريمته..
لم تكن فيها سوى كلمات قليلة..إذ كتب يقول:
(لقد ماتت (بيتس) لأنها كانت يجب أن تموت وسوف يكون هناك آخرون)
وهنا قد يقول قائل:
إن القاتل لم يكن على معرفة مسبقة بالقتيلة فكيف عرف عنوان منزلها؟
والإجابة ببساطة أن عنوان والدها واسمه قد نشرا في الصحف طيلة الشهور التي أعقبت جريمة قتل ابنته ونشر خطاب القاتل في الصحف..
وكالعادة لم تكن البصمات على الرسالة مطابقة لأي من المشتبه بهم..
وفي منتصف أبريل عام 1967 تم العثور على ورقة كتب عليها قصيدة بعنوان (بيتس كان يجب أن تموت)..
كانت بعض أبياتها تقول:
شيري الصغيرة الجميلة
كانت ترتدي فستانا أبيض
لكن الموت اختطفها
وتناثر الدم الأحمر
والفستان صار لونه أحمر
بيتس كان يجب أن تموت
وسوف يكون هناك المزيد
فقط انتظروا الجديد
وجدت تلك الورقة في أحد المدارس العسكرية..وبالبحث والتحري وجد أن كاتبها طالب بتلك المدرسة لا علاقة له بالجريمة وإنما كتبها مهاجما السلطات الناقم عليها ثم أعقبها بمحاولة انتحار فاشلة..
واتسعت دائرة البحث أكثر..وازدادت الحيرة..
......................................................................................................................................
![]() |
القاتل يضرب من جديد . . صورة من مسرح الجريمة |
في التاسعة من مساء الجمعة 20/12/1968م وفي الوقت الذي كان فيه (David Arthur ) و(Betty Lou ) والبالغان من العمر 18و16 سنة في طريقهما إلى عيد ميلاد أحد أصدقائهما..توقفا بالسيارة عند محطة بنزين على أطراف المدينة في حدود التاسعة..ثم استمرا في طريقهما..
وفي حدود العاشرة مساء تم الإبلاغ عن العثور على جثتيهما داخل السيارة على مشارف مدينة (Vallejo ) على بعد 20 ميلا شمال شرقي (سان فرانسيسكو) وعندما وصلت سيارات الشرطة والإسعاف كان كل شيء قد انتهى..ولم يعد هناك أي أثر للقاتل..
وكالعادة..وضع رجال البحث الجنائي تصورا للجريمة مفاده:
أن المجني عليهما توقفا بالسيارة على جانب الطريق ربما ليتبادلا لحظات من الحب..من ثم مرت بهما سيارة القاتل الذي ربما غضب لما رآه يحدث على قارعة الطريق..من ثم تراجع بالسيارة وأوقفها بعيدا ثم ترجل منها..وباغت الضحيتين الغائبين عن وعيهما من الخلف..حيث بدأ بإطلاق الرصاص..ثم هجم عليهما من الجانب الأيسر وعاجل (ديفيد) برصاصة في رأسه أردته قتيلا في الحال وهو يجاهد للخروج من السيارة..في حين نجحت (بيتي) في الفرار من الباب الأيمن وانطلقت تجري لعشرة أمتار فقط حتى عاجلها القاتل بخمس رصاصات اخترقت ظهرها وأردتها قتيلة..
وكالعادة وجد بعض الشهود الذين أقروا أن سيارة القاتل كانت من نوع شيفروليه بيضاء اللون
وفي اليوم التالي تلقت شرطة (سان فرانسيسكو) اتصالا تليفونيا من شخص مجهول أخبرهم فيه أنه المسئول عن الحادث..وأنه يتمنى ألا يكونوا قد نسوه..لأنه لن يغفر لهم هذا الإهمال أبدا لأنه سبق وأن حذرهم..
وهنا رد عليه الضابط قائلا:
(أنا لا أصدق أنك الفاعل..يبدو أنك قد شاهدت الجريمة بمحض الصدفة وأردت أن تكتسب بعض الشهرة الإعلامية..أنا لا أراك سوى مجرد أفاق..)
عندها صمت الرجل قليلا..ثم قال بصوت هادئ:
(شكرا لتلك المعلومة..أعدك بتصحيح ذلك الخطأ في المرات القادمة..وسأثبت لكم بالدليل أنني ارتكبت تلك الجريمة..أنا لست أفاقا..أنا مجنون..)
ثم ختم حديثه بقوله:
(إلى اللقاء قريبا.. خذوا حذركم.. كان معكم مستر (Z ))..
ويبدو أن ما قاله المحقق قد استفز الرجل..
إذ إنه بعد دقائق اتصل بوالدي (باتي).. واستمع الوالدان عبر عشرين دقيقة كاملة إلى أدق تفاصيل الحادث وهي تروى لهما بهدوء رهيب..حتى أن والدة الضحية لم تحتمل وأصيبت بذبحة صدرية نقلت على إثرها إلى غرفة العناية المركزة بأقرب مستشفى..
وكان هذا هو الدليل الذي أخبر به مستر (Z ) المحقق..
ذهل الجميع من تلك الأحداث وبدءوا في العمل على قدم وساق للقبض على هذا الشخص إلا أن كل مجهوداتهم كانت تقف عند نقاط مسدودة دون أية معلومات حقيقية تساعدهم في البحث..
واجتهدوا في البحث وأعلنوا عن مكافأة تبلغ 20000 دولار لمن يرشد عن القاتل..واستمر ذلك عدة أشهر حتى وقعت الجريمة الثالثة..
..............................................................................................................................................
![]() |
صورة من مسرح الجريمة |
في مساء 5/7/1969 م اتصل الرجل بالشرطة..وأخبرهم بتفاصيل جريمته الثالثة..
لقد قتل كل من (Darlene Elizapith ) البالغة من العمر 19 عاما و(Michael Renault ) ذو ال22 عاما رميا بالرصاص في سيارتهما بأحد مواقف السيارات النائية..
وحين وصلت الشرطة وجدوا الضحيتين وقد أصيبا بعشر رصاصات أغلبها أيضا في منطقة الرقبة..
ولم ينس القاتل أن يترك توقيعه المميز على سيارة الضحيتين لكي لا يقابله أحد (الاتهامات السخيفة بعدم المصداقية) مرة أخرى..
ولكنهما كانا مازالا على قيد الحياة..
وتم نقلهما بسرعة إلى المستشفى حيث توفيت (إليزابيث) في سيارة الإسعاف قبل وصولها للمستشفى..في حين كان (مايكل) يحتضر..وقبل وفاته ذكر بضع كلمات متقطعة عن تفاصيل الجريمة مفادها أنهما بعد حضورهما مباراة للجولف صباحا انطلقا بسيارتهما بعد الظهيرة إلى مطعم لتناول الغداء..ثم انطلقا إلى ساحة نائية مخصصة للمراهقين..كانت وقتها تعج بالمراهقين الذين كانوا يغنون ويرقصون ويشربون..
وبعدها انصرف معظمهم..وبقى الاثنين في سيارتهما لبعض الوقت وقد حل المساء..
من ثم توقفت سيارة فورد بنية اللون بجوارهما..وترجل منها القاتل..كان قصيرا لا يتخطى طوله 160 سم..وممتلئا يتجاوز وزنه 195 رطل..ثم سألهما عن سبب وجودهما في هذا المكان النائي في تلك الساعة المتأخرة من الليل- كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة مساء- وطلب منهما إبراز هويتهما..
طبعا ظناه أحد رجال الشرطة..وعندما كانا يهمان بإخراج هويتاهما بادرهما بإطلاق الرصاص..ثم تركهما مضرجين في دمائهما وانصرف بسيارته في هدوء..
وتوقع الجميع اتصال القاتل بهم في اليوم التالي..واتخذوا مواقعهم..وكانوا على أهبة الاستعداد لتتبع المكالمة ومعرفة مصدرها..
وبالفعل لم تخب توقعاتهم..ولم يغير القاتل عادته..
لقد اتصل بهم..وأخبرهم بهدوء بتفاصيل الجريمة..ثم أضاف بابتسامة ساخرة:
(أعلم أنكم تتبعون مصدر المكالمة الآن..لا ترهقوا أنفسكم..أنا أتحدث لكم من الكابينة المواجهة لكم مباشرة!!..
إلى اللقاء في المرة القادمة..كان معكم مستر (Z ))
وبالفعل..كان الرجل صادقا..لقد كان يتحدث من هاتف عمومي على بعد أمتار قليلة من قسم الشرطة..
وجن جنون ضباط المباحث..وطفقوا يطوفون الحي كله..ثم المدينة كلها..وتم القبض على كثير من المشتبه فيهم..دون أن يتوصلوا لشيء..
ولم يغير الرجل ديدنه..
فبكل بساطة وصلت إلى مقار الصحف في اليوم التالي خطابات من مستر (Z ) تعلن أنه هو من قام بالحوادث الماضية كلها
الجديد أنه أرفد اعتذارا لأسر الضحايا لأنه (فعل ما كان يجب عليه أن يفعله).. على حد قوله..
وفي نفس الوقت وصل إلى الشرطة خطاب يحوي جدولا به بعض حروف اللغة الإنجليزية مع مرادفاتها من رموز غريبة فيما بدا أنه شفرة..
وأخبرهم مستر (Z ) في نهاية الخطاب أن اسمه مكتوب في نهاية الخطاب بهذه الشفرة!!..
وعلى الفور شمر الجميع عن سواعدهم وأعملوا عقولهم لفك تلك الشفرة ومعرفة اسم القاتل..
ولمدة شهر كامل عجز الجميع عن فك تلك الشفرة..رغم عرض الرسالة على كل الدوائر البوليسية في عموم الولايات المتحدة..بل إن المخابرات الأمريكية تدخلت بنفسها وجندت أعظم رجالها لفك تلك الشفرة..
ولكن باءت جميع الجهود بالفشل..
واستعصت الشفرة على الجميع..
.........................................................................................................................................
وفي مساء 27/9/1969م كان الموعد مع الجريمة الرابعة..
حيث قام مستر (Z ) باعتراض طريق اثنين من زوار (سان فرانسيسكو) وهما (Bryan Calvin ) و(Cecelia Ann ) حيث كانا قد أوقفا سيارتهما على شاطئ بحيرة (Berryessa ) على بعد 60 ميلا شمل شرقي (سان فرانسيسكو) في مقاطعة (Napa )..
حيث طعن الفتاة عشر طعنات..أما الفتى فقد كان نصيبه سبعا..وكالعادة أيضا كانت الطعنات في منطقة الرقبة..
ولكن الجديد هذه المرة هو أنه قام بسرقة أموالهما والسيارة..
ثم اتصل بالشرطة كالعادة يخبرهم بتفاصيل الجريمة ثم أردف قائلا:
(مستر (Z ) يتحدث..
أعتذر منكم لأني لن أستطيع إرسال رسالتي المعتادة لكم وللصحف صباحا..حيث أنني في عجلة من أمري..لأنني سأسافر إلى المكسيك حالا..كما أرجو أن تسامحني أسرتي الضحيتين لأنني استوليت على سيارتهما لاستخدامها في السفر إلى المكسيك..كما أنني صنعت سكينا هو عبارة عن تحفة فنية لاستخدمه في قتل الضحايا..
سكين مستر (Z )..
إلى اللقاء في المرة القادمة..)
وعندما حضرت الشرطة كان الرجل قد اختفى كالمعتاد..ولكن المثير أن الضحيتين كانا ما يزالان على قيد الحياة..
وعلى الفور تم نقلهما إلى المستشفى حيث قام الأطباء بكل ما في وسعهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..
إلا أن (سيسيليا) لم تحتمل وماتت بعد وصولها إلى المستشفى بساعتين..
في حين استطاع (بريان) مقاومة الموت.. وأصبح الآن أقرب إلى كنز يجب الحفاظ عليه..
وتم وضع حراسة مشددة على غرفته بعد خروجه من العناية المركزة..
وانتظر الجميع عودته للوعي على أحر من الجمر..
![]() |
بريان .. نجا من سبعة طعنات بالسكين |
ولكن (بريان) خذل الجميع..فبمجرد أن أفاق وعلم بموت (سيسيليا) حتى أصابه انهيار عصبي حاد وصار يهذي..
ولم يستطع إفادة المحققين بأي معلومة.. بل إن مستر (Z ) كان قد أعطاهم معلومات أكثر قيمة عن كيفية وقوع الحادث..و كل ما خرجوا به منه زادهم تخبطا..حيث قال:
إن القاتل يبلغ طوله ستة أقدام..ووزنه 200 رطل تقريبا..وسيم..شعره بني داكن..يرتدي ملابس داكنة..ويبدو في الثلاثينيات من عمره..خرج لنا من خلف شجرة وكان يمسك مسدسا في يده ويغمد سكينا في حزام حول خصره..وقال لنا بمنتهى الهدوء:
(آسف لإزعاجكما..ولكني أريد النقود التي معكما كما سأستعير منكما السيارة للذهاب بها إلى المكسيك لأني في عجلة من أمري..بسرعة من فضلكم..إن الوقت ينفذ..)
وأصابنا الرعب..وقررنا الامتثال لأوامره خشية أن يتهور ويقتلنا..
واقتربت منه (سيسيليا) وأعطته المفاتيح قائلة:
(ماذا تعني بنفاذ الوقت؟)
قال:
(أنا هارب من السجن..وقد تمكن أحد الحراس من إصابتي في قدمي قبل أن أقتله وأسرق تلك السيارة وأهرب بها..
ثم رأيت أن أسرق سيارة أخرى وأفر إلى المكسيك..والآن..حان الوقت..
أفرغا ما بجيبكما أمامي..)
أذعنت (سيسيليا) للأمر..وبينما هي كذلك إذ عاجلها القاتل بعدة طعنات..
ولم أستطع مشاهدة ذلك..وخارت قواي وتهاويت على الأرض..
ولكن القاتل عاجلني ببضع طعنات لم أفق منها إلا الآن لأعلم بما حدث..
ليتني مت..لماذا أنقذتموني؟؟..
ثم دخل في إغماءة عميقة..
وازداد تضارب المعلومات..
وبالطبع ثبت من التحقيقات زيف تلك الرواية..
وعلى ذكر مستر (Z ) فيبدو أنه عرف أن (بريان) لم يمت..إذ اتصل بالشرطة مجددا بعد أسبوع قائلا:
(مستر (Z ) يتحدث..
لقد علمت بما حل ب(بريان)..أرجو من الجميع معاملته بهدوء ورقة..أنتم لا تعلمون مقدار ما مر به المسكين من ضغوط نفسية رهيبة ومواقف صعبة ومؤلمة..
آه..كدت أن أنسى..ستجدون سيارة (بريان) أمام قسم الشرطة الآن وبداخلها اعتذار رقيق مني على السرقة..)
كما أعطاهم مفتاحا للشفرة وهو يعلن عن خيبة أمله جراء عدم قدرتهم على حل (لعبة الأطفال) تلك!!..
والآن..
وبعد أن صار مستر (Z ) أشهر من نار على علم في عموم الولايات المتحدة كلها..
تمكنت الشرطة أخيرا من معرفة أول معلومة صحيحة وموثقة عنه..
لقد عرفوا اسمه..
أو بالأحرى..
الاسم الذي أراد أن ينادوه به..
وبرز إلى الوجود ذلك الاسم الغريب..
(زودياك)
.................................................................................................................................................
![]() |
الضحية التالي .. سائق تاكسي |